الأحد، 8 نوفمبر 2009

العودة لبيت أيل ومخاصمة " لوط "


biblep.blogspot.com      الترجمة الأنجليزية بواسطة الكاتب وتحتوى على المراجع
           تضافرت الثروة التى حصل عليها "أبرام" من فرعون، مع ظروف الجدب الذى أصاب المنطقة على حدوث مخاصمة بين رعاة "أبرام" ورعاة "لوط" عند العودة الى "بيت أيل"،1* أى "تل بيتين"الحديثة ، فقد كان صراع الرعاة دائمآ فى ذلك الوقت على العشب والكلأ، ولم يشأ "ابرام" ان يتعامل مع "لوط" فى هذا الوقف من منطلق أولويته حيث أنه الأكبر سنآ ومكانة من لوط أبن أخيه.هذه المكانة التى صارت فيما بعد تعرف بالبكورية، التى أفضت لفكرة نشأة الكهنوت المتخصص، والملك المعين، والتعليم النبوى ، على نحو ما أشار أليه بحثنا فى نشأة الملك والكهنوت والنبوة، الذى لم ينشر ولكنه سينشر بأذن الله فيما بعد،ولكن "ابرام" أراد ان يحل الأمر سلميآ، فترك ل "لوط"حرية الأختيار لكى يختار المكان الذى يحلو له، وكانت مدن الدائرة التى تشمل "سدوم" و" عمورة" و "صوغر" ....ألخ بادية فى الأفق،2* والذى يذهب الى هذا الموقع الآن يكتشف كيف كانت هذه المدن ظاهرة للعيان من ذلك المكان المرتفع ،وكانت هذه المدن ظاهرة بقمم أشجارها الباسقة التى توحى لمن يراها عن بعد أن بها ظلآ ظليلآ وماء عذبآ بالطبع، لأنه حيث تفلح النباتات فى الأستمرار فى الحياة فذلك مرجعه يكون  لوفرة المياه وفى الحال أدرك "لوط" أن موقع "سدوم" و "عمورة" يكون بالنسبة له هو الفوز العظيم، ولم يتمكن بعينيه عن بعد بالطبع من التعرف على أخلاق أهل المدينة ، فارتحل أليها شرقآ، بينما أرتحل "ابرام" فى أتجاه الغرب من هذا المكان المرتفع .
      "سدوم" تلك تقبع معظم أراضيها فى قاع " البحر الميت" أو" بحر الملح" فى ذلك الحين ولم يتبقى منها سوى مساحة صغيرة خربة ظلت بلا سكن طوال ٦٠٠  سنة تالية على هذا الحدث، فقد كانت يشار اليها بالنحس بين الشعوب المتنقلة، والتى كانت تجوب الآفاق فى ذلك الزمن، وصارت اليوم تعرف بأسم "باب الضهرا"ولقد أوضح3* " ج .ا.رايت"مع غيره من علماء الآثار أنه قد حدث زلزال ضحم فى هذه المنطقة، صوحب بانفجارات وخروج غازات ، ولا سيما وأن الكتاب يخبرنا بوجود البترول هناك بوفرة فى المنطقة القريبة من أقامة "لوط"حيث حدثت" أول حرب للبترول فى تاريخ البشرية" عندما تحالف "لوط" مع عدد من الملوك للأستيلاء على أباره، التى كان الكتاب يطلق عليها اسم "آبار حمر"
(تكوين١٤ عدد١٠ )
10وَعُمْقُ السِّدِّيمِ كَانَ فِيهِ آبَارُ حُمَرٍ كَثِيرَةٌ. فَهَرَبَ مَلِكَا سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَسَقَطَا هُنَاكَ، وَالْبَاقُونَ هَرَبُوا إِلَى الْجَبَلِ
وهى مادة" البوتامين" السوداء اللامعة  التى كانت تعكس أشعة الشمس وهى فى جوف الآبار فيظهر لونآ أحمرآ براقآ، وكان هذا الزلزال مصحوب بنار مشتعلة ناتجة من الغازات البتروليةعند انفجارها، بسبب الضغط الذى سببه الزلزال.

     وبالأضافة لما أصاب "لوط" بسبب هذا الحادث من فقد لزوجته وبناته المتزوجات القابعات فى المدينة المحترقة مع أصهاره أزواجهن ، بجيث لم يتبق له سوى ابنتيه، هاتان الباقيتان من رحلة كفاحه بعد ضياع كل شىء، لم يشبعن فيه طموحه للأرتقاء الذى كان يصبو أليه وهو يختار المكان مع عمه "أبرام"، فقد أسكرتاه الواحدة تلو الأخرى لكى تنجبا منه "بن عمى" و "موآب"
(تكوين ١٩  عدد ٣٧ ، ٣٨  )

 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.
. هذا بالأضافة للسبى الذى عاناه نتيجة الحرب التى تعاون فى شنها، مع سائر الملوك حلفاءه ولم يكن له فيها ناقة ولا جمل كما يقولون، وما فقده أثناء هذه الحرب من أموال وعبيد وغنم ومواشى، ولولا أنقاذ أبرام" له لظل عبدآ لايحتكم على أمر نفسه حتى يتمكن من الخروج مع الملاكين اللذان أنقذاه من الموت المحقق .
أترك تعليقآ .                                   د.ق.جوزيف المنشاوى.

ليست هناك تعليقات: